المدونة
من إبريق النحاس إلى القلب… قصة الشاي العراقي

شاي العراق… عبق المجالس ودفء القلوب
في كل زاوية من زوايا العراق، من الشمال الجبلي حتى الجنوب النهري، ومن المدن الصاخبة إلى الأرياف الهادئة، ستجد شيئًا واحدًا مشتركًا بين الجميع: الشاي. ليس مجرد مشروب ساخن يُقدّم للضيافة، بل هو ثقافة ورمز وروح حاضرة في حياة العراقيين اليومية، تمتد جذورها إلى قرون مضت، وتزدهر في كل فنجان يُصب في صينية معدنية صغيرة على نار هادئة.
طقس يومي… لا يُملّ
الشاي في العراق ليس حدثًا عابرًا، بل هو جزء من إيقاع الحياة. تبدأ به الصباحات وتختم به الليالي، ويتوسط اللقاءات بين الأصدقاء، والمجالس العائلية، والزيارات الرسمية وغير الرسمية. تحضيره وتقديمه يُعتبر فنًا له طقوسه الخاصة، تبدأ من اختيار نوع الشاي، إلى غليه على الفحم أو الغاز، ثم سكبه في استكانات زجاجية شفافة تُمكِّن من رؤية لونه القاتم المائل إلى الحمرة.
الشاي العراقي عادةً ما يكون ثقيلًا ومركزًا، يُغلى على نار هادئة حتى يصل إلى أقصى درجات التركيز، ثم يُسكب على مراحل ليحافظ على حرارته ويُبرز نكهته. يُقدَّم غالبًا مع السكر حسب الذوق، وأحيانًا يُشرب بدون سكر ليُستمتع بكثافته الخالصة.
استكان الشاي… أكثر من مجرد كوب
لا يُشرب الشاي العراقي في فنجان أو كوب كبير، بل في ما يُعرف بـ”الاستكان”، وهو كوب زجاجي صغير شفاف، غالبًا ما يكون رفيعًا وأنيقًا، يُظهر لون الشاي بدقة. يُقال إن الاستكان الجيد يجب أن يكون خفيف الوزن، نحيل الحواف، ليمنح الشارب شعورًا بالراحة والخصوصية.
ويُعد الاستكان أيضًا رمزًا شعبيًا في الشعر والغناء العراقي، حيث ارتبط بالحُب والحنين، وغالبًا ما يُستخدم في التعبير عن الدفء العاطفي والبساطة اليومية.
الشاي والمجالس العراقية
في المقاهي الشعبية أو في البيوت، يُقدَّم الشاي كعربون ترحيب وكرم. لا توجد ضيافة عراقية كاملة دون “صينية الشاي”. في المجالس العشائرية، وبين الشيوخ، وفي الأحياء الشعبية، يُحضَّر الشاي ببطء، وكأن الزمن يتوقف حتى يُنضَج المذاق.
وغالبًا ما يُرافق الشاي أحاديث مطولة، ونقاشات في السياسة، أو الشعر، أو الذكريات. إنه ليس مجرد مشروب… بل هو مفتاح للكلام، ومهد للبوح، وسيد اللحظات الهادئة.
أنواع الشاي المفضلة في العراق
العراقيون يفضلون الشاي الأسود المركز، ويعتبرون الشاي السيلاني من أجود الأنواع التي تُناسب ذوقهم. وهناك أيضًا من يُحب إضافة لمسة من الهيل لإعطاء نكهة عطرية مميزة، أو الليمون المجفف (اللومي) لمن يرغب بمذاق حامض خفيف.
البعض يضيف أوراق النعناع الطازج، والبعض يفضل طعمه كما هو: صافيًا، غامقًا، وقويًا.
فوائد الشاي العراقي
بعيدًا عن كونه مشروبًا اجتماعيًا، يحمل الشاي العديد من الفوائد الصحية. فهو غني بمضادات الأكسدة، ويساعد على الهضم، ويُنشّط الذهن، كما يُساهم في ترطيب الجسم والحفاظ على تركيزه. واللافت أن طريقة التحضير العراقية، التي تعتمد على الغلي البطيء، تساهم في استخراج أكبر قدر من العناصر المفيدة.
متجر “نكهة عراقية”… نكهة الوطن في فنجان
وسط هذا التراث الغني، يأتي متجر نكهة عراقية ليقدم لك تجربة شاي أصيلة بكل ما تحمله من طعم وذكريات. نحن لا نقدّم مجرد شاي، بل نمنحك طقسًا عراقيًا متكاملًا، بدءًا من اختيار أجود أنواع الشاي السيلاني الأصلي، إلى توفير الاستكانات التقليدية، وعلب الهيل الطبيعي، وكل ما تحتاجه لتحضير الشاي تمامًا كما لو كنت تجلس في بيت عراقي قديم.
في متجر نكهة عراقية، نهتم بالتفاصيل: نختار الشاي بعناية ليكون غنيًا، داكن اللون، وعميق المذاق، كما نقدمه بتغليف يحافظ على جودته حتى يصل إليك طازجًا كما لو خرج من إبريق نحاسي لتوه.
سواء كنت تعيش في العراق أو خارجه، وتفتقد نكهة الطفولة والمجالس العائلية، أو كنت تتعرف على الثقافة العراقية لأول مرة، فإن نكهة عراقية تضمن لك رحلة حقيقية إلى قلب العراق… في كل رشفة شاي.
في الختام
الشاي العراقي ليس فقط مشروبًا يوميًا، بل هو أحد أوجه الهوية العراقية التي ما زالت صامدة أمام تغيّر الزمن. هو عنوان للضيافة، وجسر للمحبة، وذاكرة تُسكب مع كل فنجان. وفي كل مرة ترفع فيها استكان الشاي، ترفع معها قصة وطن، وحنينًا لبيت دافئ، وصوت أم تنادي: “تعال اشربلك استكان شاي”.
من خلال متجر نكهة عراقية، يمكنك اليوم أن تعيد تلك اللحظات إلى حياتك، بسهولة وجودة، وبنكهة لا تقلّ عن نكهة الوطن.